نفذت القوات الجوية الإسرائيلية سلسلة غارات على منشآت عسكرية في العاصمة اليمنية صنعاء قالت إنها مرتبطة بحركة الحوثيين. استهدفت العملية مقر قيادة هيئة الأركان العامة للحوثيين، وعددًا من المجمعات الأمنية والاستخباراتية، إلى جانب عدة معسكرات عسكرية في ضواحي صنعاء. وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، قال: "لقد وجهنا الآن ضربة قوية ضد العديد من أهداف تنظيم الحوثيين في صنعاء ضمن عملية ’الطرد المار‘. طائرات سلاح الجو قصفت عدة معسكرات عسكرية، من بينها معسكر هيئة الأركان العامة للحوثيين، ما أدى إلى مقتل عشرات العناصر وتدمير مخازن الطائرات المسيّرة والأسلحة. وكما وعدت بالأمس – من يؤذينا سيتلقى أذى مضاعفًا سبع مرات."
وجاءت الغارات بعد يوم واحد من إعلان الحوثيين مسؤوليتهم عن هجوم بطائرة مسيّرة استهدف فندقًا في مدينة إيلات الإسرائيلية على البحر الأحمر، ما أسفر عن إصابة ما لا يقل عن ٢٠ شخصًا، وفق ما أفادت به خدمة الإسعاف الإسرائيلية. الحادثة في إيلات مثلت أحدث تصعيد في نمط من الهجمات المتبادلة المستمر منذ أكثر من عام، في انعكاس لاتساع رقعة حرب غزة إلى شبه الجزيرة العربية.
سكان صنعاء ذكروا أن الطائرات الإسرائيلية ركزت قصفها على الأحياء الجنوبية والغربية للمدينة، بما فيها حي الرقاص المكتظ بالسكان. لقطات بثتها قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين أظهرت دمارًا واسعًا: مبانٍ سكنية منهارة، شوارع تغطيها الأنقاض، ومتاجر تحولت إلى ركام. وظهرت فرق الإنقاذ وهي تسحب المصابين من تحت الركام وتنقلهم على نقالات إلى المستشفيات القريبة حيث هرع الأطباء لعلاج الجرحى. أحد الشهود ندد باستهداف مناطق مدنية مكتظة، قائلًا إن الضربات "لا تفعل سوى إخافة النساء والأطفال"، متوعدًا بالانتقام من القيادة الإسرائيلية.
وتزامنت الغارات مع بث خطاب مسجّل لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي على وسائل الإعلام المحلية، بينما كانت الطائرات الإسرائيلية تحلق في الأجواء. كما نشرت السلطات الإسرائيلية صورة من مكتب الصحافة الحكومي قيل إنها تظهر رئيس الوزراء على جناح طائرة "جناح صهيون" وهو يعطي الأوامر بالعملية خلال رحلته إلى نيويورك، في إشارة إلى التنسيق رفيع المستوى للهجوم.
تؤكد هذه التطورات عمق تشابك الصراع بين إسرائيل والحوثيين مع التوترات الإقليمية الأوسع التي فجرتها حرب غزة. وبينما تصوّر إسرائيل العملية كدفاع عن النفس ضد هجمات الحوثيين، فإن استهداف الأحياء السكنية في صنعاء أثار إدانات محلية ويثير مخاوف متزايدة بشأن الضحايا المدنيين والتداعيات الإنسانية لتصاعد الهجمات المتبادلة.