شنّت إسرائيل موجة جديدة من الغارات الجوية على أهداف عسكرية تابعة لحزب الله في جنوب لبنان، مؤكدة أن الهجمات تهدف إلى منع الحزب من إعادة بناء بنيته التحتية. وقد شوهدت أعمدة الدخان والانفجارات في دبينة، كفر تبنيت، مرجعيون، وميس الجبل، فيما أظهرت لقطات ليلية من برج قلاوية انفجاراً أضاء السماء. سيارات الإسعاف والإطفاء هرعت إلى كفر تبنيت، حيث أكد السكان صمودهم رغم القصف.
الجيش الإسرائيلي أعلن عن "هجمات غير محددة" استهدفت مواقع لحزب الله، محذراً سكان خمس قرى من ضرورة الإخلاء. من جانبها، أكدت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان وقوع الضربات وأشارت إلى أضرار مادية، دون أن تُسجَّل على الفور حصيلة بشرية.
النائب عن حزب الله حسن فضل الله رفض الاتهامات الإسرائيلية، مؤكداً أن لبنان لا يحتاج إلى دليل إضافي على "إرهاب إسرائيل"، ورفض أي ضمانات دبلوماسية تهدف إلى الحد من الصراع. أما رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، فقد ناشد المجتمع الدولي—خصوصاً الدول الراعية لوقف إطلاق النار في نوفمبر الماضي—للضغط على إسرائيل كي تلتزم بتعهداتها، وتنسحب من الأراضي اللبنانية، وتفرج عن الأسرى.
الاتفاق الذي تم بوساطة الولايات المتحدة وفرنسا وُقّع بين حكومتي لبنان وإسرائيل، وليس مع حزب الله. وينص على التزام لبنان بمنع أي مجموعات مسلحة من مهاجمة إسرائيل، مقابل تعهد إسرائيل بالامتناع عن شنّ عمليات هجومية ضد أهداف لبنانية، سواء مدنية أو عسكرية. لكن، ورغم هذه التفاهمات، واصلت إسرائيل شنّ ضربات يومية على مواقع تقول إنها مخازن أسلحة وبنى تحتية مرتبطة بحزب الله، معتبرة أن ذلك يشكّل خرقاً للاتفاق.
الحكومة اللبنانية أوكلت إلى الجيش مهمة فرض احتكار الدولة للسلاح، وهي خطوة أعلن حزب الله صراحة أنه لن يلتزم بها. دعوة رئيس الوزراء إلى ممارسة "أقصى ضغط" على إسرائيل تعكس تصاعد التوترات الدبلوماسية، حيث يتبادل الطرفان الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار، فيما يدفع المدنيون الثمن الأكبر من خلال القصف المتكرر وأوامر الإخلاء المستمرة.