ناوالعربية

إسرائيل تشن هجوماً واسعاً على مدينة غزة

بدأ الجيش الإسرائيلي هجوماً برياً واسع النطاق للسيطرة على مدينة غزة، حيث أسقط مناشير ورقية تأمر السكان بالإخلاء، في الوقت نفسه الذي فتح فيه ممراً إنسانياً ثانياً لمدة ٤٨ ساعة. وقد شوهد الأطفال وهم يهرعون لالتقاط المناشير، إلا أن كثيراً من العائلات رفضت مغادرة منازلها. مئات الآلاف ما زالوا محاصرين داخل المدينة، مترددين في النزوح […]

إسرائيل تشن هجوماً واسعاً على مدينة غزة
بدأ الجيش الإسرائيلي هجوماً برياً واسع النطاق للسيطرة على مدينة غزة، حيث أسقط مناشير ورقية تأمر السكان بالإخلاء، في الوقت نفسه الذي فتح فيه ممراً إنسانياً ثانياً لمدة ٤٨ ساعة. وقد شوهد الأطفال وهم يهرعون لالتقاط المناشير، إلا أن كثيراً من العائلات رفضت مغادرة منازلها. مئات الآلاف ما زالوا محاصرين داخل المدينة، مترددين في النزوح جنوباً بسبب الطرق الخطرة، الأوضاع المعيشية الكارثية، نقص الغذاء والخوف من التهجير الدائم. في أول يومين من الهجوم، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف أكثر من ١٥٠ موقعاً في مدينة غزة، واستخدم مركبات متفجرة يتم التحكم فيها عن بعد لضرب مواقع تابعة لحركة حماس. وأفادت تقارير محلية بمقتل ما لا يقل عن ٣٠ فلسطينياً يوم الأربعاء وحده، بينهم ١٩ في المدينة، فيما ذكرت السلطات الصحية أن ٩٨ شخصاً قُتلوا وأصيب ٣٨٥ آخرون خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وزارة الصحة في غزة أعلنت أيضاً وفاة ٤ أشخاص جراء سوء التغذية، ما يرفع عدد الوفيات الناتجة عن المجاعة منذ إعلان الأمم المتحدة حالة المجاعة إلى ١٥٤. تقول الحكومة الإسرائيلية إن الهدف من العملية هو القضاء على مقاتلي حماس، تحرير الرهائن المتبقين والقضاء على نحو ٣٠٠٠ مقاتل تعتبرهم يتحصنون في "المعقل الأخير" للحركة. في المقابل، يرى المنتقدون أن الحملة غير متناسبة وتفتقر إلى المبررات الإنسانية. أكثر من ٢٠ وكالة إغاثة دولية، من بينها "أنقذوا الأطفال" و"أوكسفام"، وصفت الوضع بأنه "غير إنساني". لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة خلصت إلى أن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية، وهو ما رفضته وزارة الخارجية الإسرائيلية واعتبرته "مشوهاً وكاذباً". البنية التحتية المدنية تعرضت لأضرار جسيمة. مستشفى الرنتيسي للأطفال أصيب بثلاث ضربات، مما ألحق أضراراً بنظام التكييف وخزانات المياه والألواح الشمسية، رغم عدم تسجيل إصابات بشرية. الأبراج السكنية والمباني السكنية الأخرى تعرضت للقصف مراراً، ما أدى إلى موجات نزوح جماعية سيراً على الأقدام أو بعربات الحمير والركشات والشاحنات. تكلفة النزوح إلى الجنوب ارتفعت بشكل حاد؛ إذ وصل إيجار شاحنة صغيرة إلى ما يعادل ٦٦٠ جنيهاً إسترلينياً، بينما بلغ ثمن خيمة صغيرة تسع خمسة أشخاص نحو ٨٨٠ جنيهاً إسترلينياً، في وقت يعاني فيه "المنطقة الإنسانية" المحددة في المواصي من الاكتظاظ والعجز عن استيعاب أكثر من مليوني نازح. في القدس، نظم أهالي الرهائن الـ٤٨ المحتجزين لدى حماس احتجاجاً، محذرين من أن تصعيد القتال قد يعرّض حياة أحبائهم للخطر. وعلى الصعيد الدولي، أعرب قادة بارزون عن قلقهم المتزايد: فقد وصف البابا الأوضاع في غزة بأنها "غير مقبولة" ودعا إلى وقف إطلاق النار، بينما اقترحت المفوضية الأوروبية فرض عقوبات على إسرائيل بسبب سلوكها وخططها الاستيطانية، إلا أن هذه الإجراءات لم تحظَ بدعم كامل من دول الاتحاد الأوروبي.