تمكن سيباستيان أوجييه من ترسيخ موقعه في صدارة رالي تشيلي، بعدما وسّع الفارق مع زميله في فريق تويوتا إلفين إيفانز إلى ١٠,٣ ثانية مع اقتراب الحدث من مراحله الختامية. وكان بطل العالم ثماني مرات قد دخل اليوم الأخير بفارق ٦,٣ ثانية فقط، لكنه نجح في تعزيز تقدمه خلال أول ثلاث مراحل من اليوم. هذا الأداء القوي جاء بمثابة عودة لافتة لأوجييه، الذي واجه بعض الصعوبات في بداية الرالي، قبل أن يهيمن على مراحل بعد الظهر ويفوز بها جميعاً، ليفرض سيطرته على مشاركته رقم ٢٠٠ في بطولة العالم للراليات التابعة للاتحاد الدولي للسيارات (FIA).
إيفانز، الذي يتصدر الترتيب العام للبطولة هذا الموسم، قدم أداءً جيداً في البداية خاصة في ظل الأجواء الممطرة، غير أنه بدأ يشعر بالضغط مع تحسن وتيرة أوجييه على الطرق التي أخذت في الجفاف. ورغم خسارته ٥,٣ ثانية في آخر مرحلة لليوم، فإنه لا يزال يحتفظ بآمال كبيرة في المنافسة على اللقب، مؤكداً أنه بحاجة إلى الجمع بين الحذر والهجوم في المراحل المتبقية.
أما سائق هيونداي أدريان فورمو فقد تمسك بالمركز الثالث لكنه تراجع بفارق ٤٣,٧ ثانية عن أوجييه، معبراً عن إحباطه من ضعف تماسك سيارته وأدائها في هذه الظروف. ويحتل زميله في الفريق تييري نوفيل المركز الرابع، حيث يعاني من مشاكل في ضبط إعدادات السيارة أبطأت سرعته. في حين جاء سامي باجاري في المركز الخامس، بينما حلّ حامل اللقب كالي روفانبيرا في المركز السادس متأخراً بأكثر من دقيقة، لكنه أبدى عزماً على حصد نقاط مهمة في المراحل الأخيرة.
ويواجه السائقون في هذا الرالي مراحل طويلة وتقنية تمتد عبر غابات كثيفة وسلاسل ساحلية، ما يتطلب قدراً عالياً من الدقة والقدرة على التحمل. وقد شهدت المنافسات حضور جماهيري كبير، حيث احتشدت الجماهير التشيلية على طول الطرق لتشجيع السائقين، في إشارة إلى الشعبية المتزايدة لرياضة الراليات في البلاد منذ عودة البطولة إلى أمريكا الجنوبية.
ومع سعي أوجييه لتحقيق انتصاره الأول هذا الموسم، فهو يدرك قوة التحدي الذي يمثله زميله إيفانز. كلا السائقين يعلمان أن كل ثانية ستكون حاسمة في المراحل النهائية، خاصة مع اشتداد الصراع على لقب السائقين وبطولة الصانعين. وستُختتم المنافسات بأربع مراحل خاصة، من بينها مرحلة "لوس أنخليس باور" التي تمنح نقاطاً إضافية قد تكون حاسمة في حسم اللقب. ومع وجود فارق ضئيل نسبياً بين أوجييه وإيفانز، يترقب عشاق الراليات ختاماً مثيراً قد يُحسم في اللحظات الأخيرة من المنافسة.