تسببت الأمطار الغزيرة في فيضانات واسعة النطاق بمناطق عدة من الهند، مما أدى إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة، فضلاً عن تعطيل الحياة اليومية وتضرر الزراعة. ففي مدينة إيمفال شمال شرق البلاد، أظهرت لقطات جوية التقطتها طائرات مسيرة نهر "إريل" وهو يفيض على ضفتيه، مدمراً القرى المحيطة. أما في مومباي، فقد أدى عطل في خط المونوريل إلى احتجاز ١٧ راكباً لساعات طويلة وسط الأمطار. كما عانت مدينة كانبور الصناعية من غمر المياه، حيث أفاد السكان المحليون بخسائر مالية كبيرة ونقص في المواد الغذائية.
ويُعتبر موسم الرياح الموسمية حيوياً للاقتصاد الهندي، إذ يوفر نحو ٧٠٪ من احتياجات الزراعة من الأمطار، إلا أن الهطول المفرط هذا العام تسبب في فيضانات متكررة أثرت على ولايات عدة. ففي منطقة ناشيك بولاية مهاراشترا، تسببت الأمطار الغزيرة في فيضان الأنهار والجداول، مما أدى إلى عزل أكثر من ١٠ قرى. وقد لقي شخص مصرعه وجُرف اثنان آخران في المياه الجارفة، بينما تمكنت فرق الإنقاذ والمتطوعون من إجلاء ١٥٩ شخصاً من منازلهم الغارقة.
وفي منطقة كالبوراغي بولاية كارناتاكا، أدى هطول الأمطار المستمر إلى فيضان مجرى محلي، ما أسفر عن غمر مئات المنازل وتلف مخزونات الغذاء، واضطر مئات السكان للنزوح إلى ملاجئ مؤقتة. وبدأت السلطات المحلية في تقييم الأضرار وإطلاق عمليات إغاثة لتوفير الغذاء والمياه النظيفة والمساعدات الطبية للمتضررين.
أما في مدينة جونتور بولاية أندرا براديش، فقد شهدت عاصفة مطرية مفاجئة هطول نحو ٩٠ ملم من الأمطار خلال ثلاث ساعات فقط، مما أدى إلى غمر الطرق الرئيسية وتوقف حركة المرور بالكامل. وقد نصحت السلطات السكان بالبقاء في منازلهم وغلي المياه قبل استخدامها بسبب مخاوف من التلوث.
وفي منطقة "أالاند" التابعة لكالبوراغي، تسبب فيضان بحيرة "غوغاموادي" في دمار واسع للقرى الزراعية، حيث جرفت السيول آلاف الأفدنة المزروعة بمحاصيل أساسية مثل قصب السكر. كما تعرضت البنية التحتية الحيوية من جسور وطرقات لأضرار جسيمة، ما أدى إلى عزل عدد من القرى وقطع إمدادات الكهرباء.
وفي ولايتي أوتاراخند وجامو وكشمير الجبليتين، تكافح القرى النائية للتعافي من آثار السيول المفاجئة والعواصف المطرية. ففي منطقة كشتوار، جرفت السيول مطبخاً مجتمعياً وعدداً من المنازل، مما أسفر عن سقوط ضحايا. وتستمر عمليات الإنقاذ، لكنها تواجه صعوبات بسبب التضاريس الوعرة وسوء الأحوال الجوية.
وتعكس هذه الكارثة هشاشة البنية التحتية أمام تغيرات المناخ، حيث أصبحت الفيضانات المفاجئة أكثر شيوعاً في الهند خلال الأعوام الأخيرة. ويرى خبراء أن هذه الأحداث ستفرض على الحكومة تعزيز استثماراتها في شبكات الصرف ومشروعات التكيف مع المناخ، خصوصاً لحماية المزارعين الذين يشكلون العمود الفقري للاقتصاد الوطني.