حماس وفتح تعقدان محادثات في القاهرة حول مستقبل غزة

عقدت وفود من حركتي حماس وفتح اجتماعات في القاهرة برعاية مصرية لبحث المرحلة التالية في غزة بعد الحرب، ووضع الأسس لإعادة الإعمار وترتيبات الحكم، وفق ما أكد مسؤولون مشاركون. مثّل حماس في المباحثات القيادي البارز ورئيس وفد التفاوض خليل الحية، بينما قاد وفد فتح نائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ برفقة رئيس المخابرات ماجد فرج. كما عقد رئيس المخابرات المصرية اجتماعات منفصلة مع قادة الفصائل، في إشارة إلى مسعى القاهرة لتوحيد الموقف الفلسطيني تمهيدًا لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة تخطط لاستضافته في النصف الثاني من نوفمبر. وتركزت النقاشات على كيفية إدارة المرحلة الانتقالية في غزة بعد وقف إطلاق النار، بما في ذلك التنسيق بشأن إعادة الإعمار، وترتيبات الحدود والأمن، وآليات محتملة لإشراك السلطة الفلسطينية إلى جانب ممثلين عن حماس وفصائل أخرى. وتشير تقارير إلى أن المقترحات المصرية تميل إلى تشكيل إدارة انتقالية شاملة تخضع لإشراف عربي ودعم تمويلي دولي، غير أن الخلافات الجوهرية لا تزال قائمة؛ إذ تصر حماس على عدم التخلي عن سلاحها أو السماح بتدخل خارجي في الشؤون الفلسطينية الداخلية، بينما تؤكد فتح أن أي إدارة يجب أن تعمل تحت مظلة السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير. وتأتي المحادثات ضمن تحرك دبلوماسي أوسع تشارك فيه الولايات المتحدة وقطر وتركيا، بهدف تثبيت الاستقرار في غزة بعد أكثر من عامين من الصراع ووقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ مطلع الشهر الجاري. وتكثف مصر جهودها في جمع الفصائل الفلسطينية وشركائها الدوليين لتنسيق المساعدات الإنسانية والتخطيط لإعادة الإعمار ووضع ضمانات أمنية. ويرى مراقبون أن نجاح المبادرة مرهون بتجاوز حالة عدم الثقة المتجذرة بين حماس وفتح، وتوضيح دور الفصائل المسلحة، وتأمين التزامات مالية من المانحين، والتعامل مع التحديات الناتجة عن استمرار السيطرة الإسرائيلية على المعابر والحدود. وفي الوقت نفسه، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية باستمرار سقوط ضحايا في غزة منذ بدء الهدنة، ما يؤكد الحاجة العاجلة إلى دعم إنساني رغم تواصل المساعي الدبلوماسية. وتستمر الاجتماعات والمفاوضات في القاهرة وسط جهود إقليمية ودولية لوضع خارطة طريق موحدة لمرحلة ما بعد الحرب في غزة، تتيح إعادة الإعمار بدعم دولي وتقلل احتمالات اندلاع مواجهة جديدة.