انفجار سيارة مميت يهزّ قلب دلهي القديمة

هرعت فرق الطوارئ إلى موقع انفجار ضخم لسيارة قرب محطة مترو القلعة الحمراء في دلهي القديمة، ما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة نحو عشرين آخرين. وقع الانفجار عند إشارة مرور عندما توقفت سيارة هيونداي i20 تسير ببطء قبل أن تنفجر، مما أدى إلى اندلاع حرائق امتدت إلى عدة سيارات مجاورة، بينها مركبات خاصة وعربات كهربائية وركشات آلية. ووصف شهود العيان المشهد بأنه كارثي، إذ تناثرت الزجاجات المحطمة وأجزاء الجثث على الطريق فيما هرعت سيارات الإطفاء والإسعاف لإخماد النيران وإجلاء الجرحى وسط حالة من الذهول والفوضى. تم تحديد هوية السيارة المعنية واحتجاز مالكها للتحقيق بينما يقوم المحققون بتحليل لقطات المراقبة والأدلة الجنائية. وقد فعّلت السلطات قوانين مكافحة الإرهاب وفتحت تحقيقًا موسعًا بمشاركة الوكالة الوطنية للتحقيق وشرطة دلهي، لفحص ما إذا كان الانفجار ناتجًا عن حادث عرضي أو خلل فني أو هجوم متعمد. ولم يتم حتى الآن تأكيد سبب أو دافع نهائي. ورفعت حالة التأهب الأمني في جميع أنحاء العاصمة على الفور، وشملت الإجراءات تعزيز الحراسة في محطات المترو الكبرى والمطار، فيما شددت ولاية أوتار براديش المجاورة الدوريات والإجراءات الأمنية حول الأسواق المزدحمة والمواقع الدينية والتاريخية. وقد طُوّق محيط القلعة الحمراء وأُغلق مؤقتًا أمام الزوار بينما تواصل فرق الإنقاذ والشرطة جمع الأدلة. وتجمعت حشود كبيرة قرب المنطقة مما أعاق عمليات الإنقاذ، فدعت الشرطة المواطنين إلى الابتعاد والسماح فقط لفرق الطوارئ بالعمل. وزار وزير الداخلية أميت شاه موقع الانفجار ثم المصابين في المستشفى، مؤكدًا أن المحققين «يدرسون جميع الاحتمالات». وأعرب رئيس الوزراء عن تعازيه لأسر الضحايا ودعا إلى الهدوء فيما تتواصل التحقيقات. وقالت السلطات إن فرق الأدلة الجنائية ستواصل تمشيط المنطقة وجمع العينات لتحديد طبيعة الانفجار وتقييم تداعياته الأمنية على العاصمة. وقد أعاد الحادث إشعال المخاوف بشأن السلامة في المناطق التاريخية والسياحية المزدحمة بدلهي، ولا سيما حول مجمع القلعة الحمراء الذي يُعد رمزًا وطنيًا ومقصدًا سياحيًا رئيسيًا. وتعهدت السلطات بمواصلة حالة التأهب في الأيام المقبلة بينما يتم تحليل نتائج التحقيق وجمع شهادات الشهود والأدلة التقنية، فيما تعمل فرق الطوارئ على إزالة الحطام من الشوارع المكتظة قرب محطة المترو، في وقت يبحث فيه الأهالي عن أقاربهم ويحاولون استيعاب الصدمة الناتجة عن هذا العنف المفاجئ الذي ضرب قلب العاصمة.