قدّم ليونيل ميسي عرضًا مبهرًا ومليئًا بالعاطفة في آخر مباراة له ضمن تصفيات كأس العالم مع منتخب الأرجنتين، حيث أحرز هدفين في الفوز على فنزويلا بنتيجة ۳-۰ على أرضية ملعب إستاديو مونومنتال في بوينس آيرس. كان المشهد مشحونًا بالمشاعر منذ لحظة دخوله الملعب برفقة أطفاله، بينما صدحت المدرجات بهتافات اسمه تكريمًا لمسيرته الأسطورية التي امتدت لعقود.
افتتح ميسي التسجيل في الدقيقة ۳۹ بتسديدة أنيقة أظهرت دقته المعتادة، ثم أضاف الهدف الثاني في الشوط الثاني مؤكدًا أنه ما زال يحتفظ بلمساته السحرية حتى في أواخر مسيرته الدولية. وتُعتبر هذه المباراة على نطاق واسع آخر ظهور له في تصفيات كأس العالم على أرض الأرجنتين، بعدما ضمنت التانغو بالفعل التأهل إلى نهائيات ۲۰۲۶. عقب اللقاء، عبّر ميسي عن امتنانه قائلاً: "أن أنهي بهذه الطريقة هنا، كان حلمي دائمًا. أن أحتفل مع شعبي"، في إشارة إلى العلاقة العاطفية العميقة التي تجمعه بالجماهير.
ورغم أنه لم يحسم بعد قراره بشأن المشاركة في كأس العالم المقبلة، ألمح ميسي إلى أن استمراره سيتوقف على حالته البدنية ولياقته. مدرب المنتخب ليونيل سكالوني أشاد بمسيرة ميسي، مؤكدًا أن قرار الاعتزال يظل حقًا خالصًا له، وأنه سيظل عنصرًا ملهمًا مهما كان اختياره. اللقاء أظهر أيضًا بروز جيل جديد من اللاعبين الصاعدين، ما يعكس بداية مرحلة انتقالية لمنتخب الأرجنتين بعد سنوات من الاعتماد الكلي على قائدهم التاريخي.
الجماهير غادرت الملعب وهي ترفع أوشحة وصورًا لميسي، مستحضرة لحظاته الخالدة مع المنتخب. كانت أمسية وداعية مؤثرة، لكن إرثه سيظل حاضرًا في كرة القدم الأرجنتينية لعقود. بإحرازه هدفيه في المباراة، رفع ميسي رصيده إلى ۳۶ هدفًا في تصفيات كأس العالم بأمريكا الجنوبية، ليصبح الهداف التاريخي لهذه التصفيات.
وفيما يخص المستقبل، أكد ميسي أنه سيشارك في كأس العالم المقبلة فقط إذا شعر بأنه قادر بدنيًا على المنافسة، مشددًا على أن استمتاعه باللعب سيكون المعيار الأساسي لقراره. أما على صعيد التصفيات، فقد عززت الأرجنتين صدارتها برصيد ۳۸ نقطة، بينما تراجعت فنزويلا إلى المركز السابع برصيد ۱۸ نقطة، وما زالت تبحث عن أول تأهل لها في تاريخ المونديال.