استهدفت غارة جوية إسرائيلية مبنى المشتَحى المؤلف من ١٤ طابقًا في مدينة غزة، ما أدى إلى انهياره بالكامل وسط دمار واسع. الجيش الإسرائيلي قال إن المبنى كان يُستخدم من قبل حركة حماس، مضيفًا أنه اتخذ “إجراءات لتقليل الخسائر بين المدنيين.” غير أن المشاهد من موقع القصف أظهرت حجمًا هائلًا من الركام وتضرر المباني المحيطة، فيما هرعت طواقم الإنقاذ للبحث عن ناجين. الضربة تأتي في إطار الهجوم المستمر على غزة منذ ١٠ أغسطس، حيث تؤكد تقارير أن القوات الإسرائيلية باتت تسيطر على نحو ٤۰٪ من المدينة، التي كان عدد سكانها يقارب مليون نسمة قبل اندلاع الحرب.
في اليوم ذاته، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن العمليات العسكرية الإسرائيلية أسفرت عن مقتل ۳۰ فلسطينيًا في أنحاء القطاع، بينهم ۲۰ في مدينة غزة وحدها. الحرب التي بدأت في ۷ أكتوبر ۲۰۲۳ عقب هجوم حماس على جنوب إسرائيل — والذي أدى إلى مقتل حوالي ١۲۰۰ شخص معظمهم من المدنيين وأسر ۲۵۱ رهينة — تحولت إلى نزاع دموي طويل الأمد. منذ ذلك الحين، تقول السلطات الصحية الفلسطينية إن أكثر من ٦٤ ألف فلسطيني قضوا، في وقت يعيش فيه القطاع المكتظ تحت أزمة إنسانية خانقة.
الغارات الأخيرة لم تقتصر على الأبراج السكنية، إذ استهدفت أيضًا مخيمات مؤقتة للنازحين، ما أدى إلى مقتل عائلات بأكملها أثناء نومها. في الأثناء، تخوض إسرائيل مواجهة قانونية أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية، وهي اتهامات تنفيها بشدة، مؤكدة أن عملياتها تركز على “هزيمة حماس” وتأمين إطلاق سراح الرهائن.
في تطور موازٍ، نشرت حماس مقطع فيديو يظهر فيه رهينتان إسرائيليتان من بين الذين أُسروا في هجوم أكتوبر ۲۰۲۳. داخل إسرائيل، يطالب ناشطون بوقف إطلاق النار والعودة إلى المفاوضات لإطلاق سراح الأسرى. أما الولايات المتحدة، فتركز على مسار دبلوماسي مع تصاعد الدعم الدولي للاعتراف بدولة فلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو حذر من أن الاعتراف قد يعقد الجهود الرامية للتوصل إلى وقف إطلاق النار، في مؤشر على استمرار التوتر الإقليمي والدولي مع دخول الحرب مرحلة أكثر دموية وتعقيدًا.