ناوالعربية

عاصفة بحرية مدمّرة تضرب قرى ألاسكا

اجتاحت موجة عاتية ناجمة عن بقايا الإعصار هالونغ المجتمعات الساحلية في غرب ولاية ألاسكا، متسببة بفيضانات واسعة دمّرت المنازل ولوّثت مخزونات الوقود وأجبرت أكثر من ألف شخص على إخلاء قراهم النائمة إلى مراكز إيواء في مدن إقليمية وفي أنكوراج. وفي قرية كيبنوك، وصف شهود عيان مشاهد المنازل وهي تنفصل عن قواعدها وتطفو فوق المياه فيما […]

عاصفة بحرية مدمّرة تضرب قرى ألاسكا
اجتاحت موجة عاتية ناجمة عن بقايا الإعصار هالونغ المجتمعات الساحلية في غرب ولاية ألاسكا، متسببة بفيضانات واسعة دمّرت المنازل ولوّثت مخزونات الوقود وأجبرت أكثر من ألف شخص على إخلاء قراهم النائمة إلى مراكز إيواء في مدن إقليمية وفي أنكوراج. وفي قرية كيبنوك، وصف شهود عيان مشاهد المنازل وهي تنفصل عن قواعدها وتطفو فوق المياه فيما اندفعت السيول عبر الأبواب وحطّمت النوافذ. وقالت السلطات إن منزلًا واحدًا انجرف لمسافة عدة أقدام بعد أن اصطدم بمبنى آخر، مؤكدين وفاة شخص واحد على الأقل وفقدان اثنين آخرين. وانتشرت مراكز إيواء مؤقتة في جميع أنحاء المنطقة المنكوبة، حيث تجمع الناجون في المدارس والمراكز المجتمعية. ونُقل العديد من النازحين جوًا أولًا إلى مدينة بيثيل قبل أن يتم نقلهم بواسطة رحلات عسكرية وطائرات الحرس الوطني إلى أنكوراج. وأفادت السلطات بتنفيذ عدة رحلات كبيرة حملت مئات الأشخاص، مع التخطيط لرحلات إضافية في الأيام المقبلة. وفي أنكوراج، سارعت السلطات ووكالات الإغاثة، بما في ذلك الصليب الأحمر الأميركي، إلى توسيع القدرة الاستيعابية في الصالات الرياضية ومراكز المؤتمرات والمنشآت الترفيهية، إضافة إلى نقل بعض النازحين إلى فنادق أو مساكن طلابية لتقليل الازدحام في الملاجئ الجماعية. وتكبدت قريتا كيبنوك وكويغيلينغوك أسوأ الأضرار، إذ تجاوزت مستويات المياه ستة أقدام فوق أعلى خطوط المدّ المعتادة. وتشير التقديرات إلى تدمير ١٢١ منزلًا في القرى الأكثر تضررًا، فيما جُرفت عشرات المنازل الأخرى بالكامل. كما تعطلّت أنظمة المياه والصرف الصحي والآبار في عدد من المناطق، وانقطعت خدمات الاتصالات. وتمكنت بعض القرى من استعادة الاتصال الهاتفي وتشغيل جزئي للمدارس، لكن الأضرار الواسعة في البنية التحتية جعلت كثيرًا من المستوطنات غير صالحة للسكن. ووصف السكان الشوارع والمنازل الملوثة برائحة الوقود المتسرب وزيت التدفئة، وأبلغوا عن فقدان مؤن الشتاء المخزنة — من الأسماك واللحوم والأطعمة المجمدة — بعد أن جرفتها مياه الفيضانات. وشارك متطوعون محليون وناجون في جمع ما تبقى من الممتلكات وإعادة بناء الممرات الخشبية التي تُستخدم للتنقل بين المنازل، إلى جانب توزيع الإمدادات الطارئة. وساهمت الشبكات القبلية والعائلية في جهود الإغاثة عبر قيادة الشاحنات الصغيرة لنقل المواد من القرى المجاورة. وأعادت الكارثة تسليط الضوء على التخفيضات الفدرالية التي طالت المنح المخصصة لمساعدة القرى الأصلية الصغيرة على الاستعداد للعواصف والحد من التآكل والفيضانات. وأوضح مسؤولون أن منحة وكالة حماية البيئة المخصصة سابقًا لقرية كيبنوك تم إلغاؤها قبل وقوع الكارثة. وقال مسؤولو الطوارئ في الولاية إنهم يبحثون عن خيارات إضافية للإيواء، مؤكدين أنهم لم يحددوا بعد جدولًا زمنيًا لإعادة السكان إلى منازلهم، في ظل الصعوبات اللوجستية التي تواجه المجتمعات النائية التي لا يمكن الوصول إليها إلا جوًا أو بحرًا في هذا الوقت من السنة.