أعلنت جماعة الحوثي في اليمن مقتل رئيس أركانها محمد عبد الكريم الغماري، مؤكدة أنه قُتل “أثناء أداء مهامه”. وبعد فترة وجيزة من بيان الجماعة، أعلنت إسرائيل مسؤوليتها عن العملية، حيث قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الغماري استُهدف في ضربة إسرائيلية “دقيقة”، متوعدًا بمواصلة تنفيذ عمليات مماثلة ضد أي تهديدات مستقبلية.
ووصف الحوثيون الغماري بأنه أحد أبرز مهندسي حملتهم العسكرية، وأدانوا ما وصفوه بـ“الهجمات الإسرائيلية الوحشية المتكررة” على الشعب اليمني والبنية التحتية في البلاد. وأشاد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي بدوره القيادي في إدارة العمليات التي شملت — بحسب قوله — مئات الهجمات باستخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ، مؤكدًا أن قواته ستواصل القتال رغم الخسارة. كما حذرت الجماعة من أن “المعركة مع إسرائيل لم تنتهِ بعد”، متوعدة بأن إسرائيل “ستنال العقاب الرادع على جرائمها”.
ويأتي مقتل الغماري بعد سلسلة من الضربات الإسرائيلية السابقة على العاصمة صنعاء هذا العام، استهدفت مسؤولين كبارًا في صفوف الحوثيين وأعضاء من الحكومة التابعة لهم. وجاء الإعلان في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط هدنة هشة بين إسرائيل وحماس بوساطة أميركية، بينما أكدت الجماعة أنها تراقب التزام إسرائيل بالاتفاق، وأنها ستستأنف دعمها العسكري لغزة إذا جرى خرق الهدنة. ومنذ بدء الحملة الإسرائيلية على غزة في أكتوبر ٢٠٢٣، أطلقت جماعة الحوثي صواريخ وطائرات مسيّرة باتجاه إسرائيل، كما استهدفت سفنًا تجارية في البحر الأحمر، ما أدى إلى ردود عسكرية أميركية وبريطانية على مواقع الحوثيين داخل اليمن.
ويرى مراقبون أن الحادث الأخير سيزيد من توتر الأوضاع في المنطقة ويهدد بتوسيع نطاق المواجهة بين الحوثيين وإسرائيل، في وقت تبذل فيه القوى الدولية جهودًا حثيثة لتثبيت الاستقرار ومنع تمدد الصراع المرتبط بغزة. وقد اعتبرت الجماعة الضربة “عدوانًا مستمرًا على اليمن” ألحق أضرارًا بالبنية المدنية وأوقع ضحايا بين السكان، بينما وصفت إسرائيل العملية بأنها “إجراء دفاعي مشروع” ضد جماعة مسلحة نفذت هجمات عابرة للحدود وهددت الملاحة الدولية.ويؤكد مقتل الغماري هشاشة المشهد الأمني الإقليمي واتساع رقعة الصراع خارج حدود غزة، إذ يُتوقع أن يؤدي إلى ردود عسكرية محتملة من الحوثيين وإلى تحركات دبلوماسية مكثفة من القوى الإقليمية والغربية الساعية إلى احتواء التصعيد ومنع اندلاع مواجهة أوسع في البحر الأحمر والمنطقة.