ناوالعربية

سكان فالدوراس يطالبون بخطة عاجلة لمواجهة الحرائق

تحرك سكان منطقة فالدوراس، التابعة لإقليم أورينسي في شمال غرب إسبانيا، للمطالبة بخطة شاملة وفعّالة للوقاية من الحرائق بعد صيف كارثي شهد اندلاع حرائق غابات واسعة النطاق. ويشعر الأهالي بالإحباط إزاء ما وصفوه بالاستجابات الحكومية البطيئة وغير الكافية، مؤكدين أن تجاهل الوقاية يتركهم عرضة لمواسم مدمرة تتكرر كل بضع سنوات. وفي محاولة للضغط، أطلقوا حملة […]

سكان فالدوراس يطالبون بخطة عاجلة لمواجهة الحرائق
تحرك سكان منطقة فالدوراس، التابعة لإقليم أورينسي في شمال غرب إسبانيا، للمطالبة بخطة شاملة وفعّالة للوقاية من الحرائق بعد صيف كارثي شهد اندلاع حرائق غابات واسعة النطاق. ويشعر الأهالي بالإحباط إزاء ما وصفوه بالاستجابات الحكومية البطيئة وغير الكافية، مؤكدين أن تجاهل الوقاية يتركهم عرضة لمواسم مدمرة تتكرر كل بضع سنوات. وفي محاولة للضغط، أطلقوا حملة توقيعات لحث حكومة إقليم غاليسيا والمجالس المحلية على اعتماد سياسات أكثر صرامة، تشمل إعداد خطط بلدية خاصة بالحرائق، وتنفيذ جداول سنوية لإزالة الأعشاب الجافة وتنظيف الغابات، إضافة إلى بروتوكولات طوارئ تناسب القرى الصغيرة والمناطق النائية. ويستعد السكان لتنظيم احتجاجات واسعة، حيث سيتجمع المشاركون في ساحة بلدية أو باركو دي فالدوراس، قبل الانطلاق في مسيرة للمطالبة بخطوات ملموسة لمواجهة المخاطر المتزايدة. ويأتي هذا الحراك بعد سنوات عصيبة شهدت المنطقة خلالها حرائق ضخمة، خاصة في عامي ٢٠٢٢ و٢٠٢٥، والتي أحرقت آلاف الهكتارات من الغابات وهددت منازل السكان، وألحقت خسائر بالبيئة والتنوع الحيوي وأتلفت مواقع تراثية مهمة. وتكرار اندلاع الحرائق في نفس المواقع تقريباً جعل الكثيرين يعتقدون أن الاستراتيجيات المتبعة حتى الآن لا تعالج جذور المشكلة، بل تكتفي بردود أفعال آنية بعد وقوع الكوارث. الحريق الأخير في بلدة كاسايو كشف هشاشة الوضع، إذ التهم أكثر من ٧٠٠ هكتار في وقت قصير، وساعدت الرياح القوية في تمدده نحو مناطق سبق أن عانت من حرائق مدمرة. ويؤكد المحتجون أن السياسات الحالية للوقاية تفتقر إلى التمويل الكافي وإلى التنسيق بين السلطات المحلية والإقليمية والوطنية، مما يجعل الاستجابة غير متكاملة. ويطالبون بتعزيز الرقابة في المتنزهات الطبيعية، وإنشاء فرق إطفاء دائمة مجهزة ومدربة، وزيادة الدعم الحكومي لإعادة تأهيل المناطق التي فقدت غطائها النباتي. السلطات المحلية من جانبها اعترفت بخطورة الوضع، حيث أكد العمدة أن جهود مكافحة الحرائق قد تم تعزيزها هذا العام. لكن العديد من السكان يشيرون إلى أن هذه الإجراءات جاءت متأخرة، وأنها تظل أقرب إلى رد الفعل السريع بدلاً من استراتيجية وقائية طويلة الأمد. هذا الشعور يولّد قلقاً متزايداً من أن موسم الحرائق القادم قد يفاجئ المنطقة بدمار جديد ما لم يتم التحرك بسرعة. ومع اقتراب موعد التظاهرة، يُتوقع أن ينضم إليها سكان من مناطق ريفية وحضرية على حد سواء، مدفوعين بذكريات شخصية من مواسم الحرائق الماضية وخسائرهم المباشرة. بعض العائلات فقدت أراضيها الزراعية، وأخرى رأت منازلها مهددة بالنيران، فيما يعاني المزارعون من تراجع إنتاج العنب والنبيذ، الذي يُعد جزءاً من هوية فالدوراس الاقتصادية والثقافية. ويرى الأهالي أن معركتهم هي من أجل مستقبل آمن ومستدام، وأن تجاهل أصواتهم سيجعل دورة الدمار تتكرر كل بضع سنوات بلا نهاية. ويعتبر الكثير من الخبراء أن التحرك الشعبي في فالدوراس يعكس وعياً متزايداً بأهمية إدارة الغابات في مواجهة التغير المناخي، الذي يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة وتفاقم موجات الجفاف، وهو ما يجعل الحرائق أكثر عنفاً وصعوبة في السيطرة عليها. ولهذا، فإن مطالب السكان ليست مجرد صرخات محلية، بل دعوة أوسع لتبني سياسات بيئية جديدة تحمي أراضي غاليسيا وتعيد بناء ثقة المجتمعات الريفية بالدولة.