ضرب زلزال قوي بلغت شدته ٦.٠ درجات إقليم كونار شرق أفغانستان قبيل منتصف الليل، تلاه هزّة ارتدادية بقوة ٥.٥ درجات، مما تسبب في دمار كارثي امتد عبر ولايتي كونار وننجرهار المجاورة. وأكدت السلطات أن عدد الضحايا تجاوز ١٤١١ قتيلاً وأكثر من ٣١٠٠ مصاب، وسط توقعات بارتفاع الأرقام مع وصول فرق الإغاثة إلى القرى النائية. المنازل المبنية من الطوب الطيني في المناطق الجبلية انهارت بشكل جماعي، فمحَت قرى بأكملها، فيما أدت الانهيارات الأرضية الناتجة عن الزلزال والأمطار الغزيرة الأخيرة إلى قطع الطرق وإعاقة جهود الإنقاذ.
تجري عمليات الإنقاذ وسط ظروف بالغة الصعوبة، حيث تعاني السلطات الأفغانية من ضعف البنية التحتية وقلة الموارد. وقد أُسقطت فرق من الكوماندوز جواً للوصول إلى التجمعات المعزولة التي يتعذر دخولها بالطرق البرية، بينما تقوم المروحيات بإجلاء الجرحى قدر المستطاع. ومع ذلك، ما زالت قرى عديدة لا تُزار إلا سيرًا على الأقدام بعد مسيرات طويلة لساعات، في حين أن الاتصالات في معظم المناطق المنكوبة متقطعة أو معدومة.
الأمم المتحدة ووكالاتها، بما في ذلك اليونيسف والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي إضافة إلى منظمات طبية، سارعت إلى الميدان عبر إرسال فرق تقييم وأطقم طبية ومخيمات طوارئ وخيام وبطانيات ومصابيح شمسية، مع زيادة الرحلات الجوية الإنسانية من كابول. كما هرع أفراد المجتمع المحلي إلى المساعدة في البحث عن ناجين وتوفير الطعام والمياه. الخدمات الصحية مثقلة: عيادات متضررة تعالج المرضى في العراء، والأدوية يصعب نقلها وغالباً تُحمل على الأقدام من أقرب مستشفى مدعوم.
نقص المساعدات أصبح حادًا. فقد حذر برنامج الأغذية العالمي من أن مخزونه قد ينفد خلال نحو أربعة أسابيع ما لم تُقدم مساعدات إضافية. ورغم تعهد دول مثل بريطانيا والهند وأستراليا وكوريا الجنوبية بتقديم الدعم، إلا أن التمويل الإنساني المخصص لأفغانستان ما زال أقل بكثير من المطلوب؛ فمن أصل ٢.٤ مليار دولار مطلوبة هذا العام، لم يُجمع سوى ٦٨٥.٨ مليون دولار. هذا التردد من المانحين يعود جزئيًا إلى المخاوف من سياسات السلطات الفعلية المقيدة، مما يعيق حجم الاستجابة الدولية.
وكالات الأمم المتحدة شددت على الحاجة العاجلة إلى توفير المأوى الطارئ والإمدادات الطبية ومياه الشرب والغذاء، ودعت إلى دعم فوري من المانحين للحفاظ على حياة آلاف المتضررين. وأكدت أن العاملات في المجال الإنساني يلعبن دورًا أساسيًا في الوصول إلى النساء والفتيات في سياقات حساسة ثقافيًا، لكن الفرق العاملة مرهقة وغير قادرة على الوصول إلى جميع المحتاجين في الوقت المناسب.