على منحدرات جبل نديراندي قرب مدينة بلانتير، يظهر جيل جديد من الشباب في مالاوي وهم مجهزون بالحبال والأحزمة والخوذ، يتسلقون الصخور بحماس يعكس تنامي الاهتمام بهذه الرياضة. نادي “تسلق مالاوي” أعلن أن عضويته ارتفعت بأكثر من ١٥٠٪ خلال العامين الماضيين، معظمها من شباب تقل أعمارهم عن ٢٥ عامًا، ما يجعلها واحدة من أسرع الرياضات نموًا في البلاد.
المشاركون يؤكدون أن تسلق الصخور يجمع بين التمرين البدني والتواصل الاجتماعي والتحدي الذهني. “هابي مفومو”، المسؤول عن الأنشطة الداخلية في فرع بلانتير، أوضح أن التسلق أصبح متنفسًا علاجيًا للشباب الذين يعانون من ضغوط نفسية أو مشاكل شخصية، إذ يساعدهم على التركيز واتخاذ قرارات سليمة ويمنحهم شعورًا بالراحة والمعنى.
الرياضة كسرت أيضًا الصور النمطية المرتبطة بالنوع الاجتماعي. المتسلقة بريسيلا كاندييرو شددت على أن التسلق ليس حكرًا على الرجال، مؤكدة أن النساء قادرات على التفوق فيه. وأضافت أن التكيف الذي يتعلمه المتسلقون يمتد خارج الرياضة، حيث يتنقلون بسهولة بين اللغات وأساليب التواصل خلال احتكاكهم بمجموعات متنوعة.
بعيدًا عن الطبيعة، يتدرب الفريق على جدار للتسلق الداخلي في إحدى الصالات الرياضية، حيث يصقلون مهاراتهم. وأوضح مفومو أن التدريب المنتظم يساعد المتسلقين على تركيز الانتباه ونسيان الهموم، بينما ذكرت كاندييرو أن الرياضة حسّنت من قدراتها في اتخاذ القرارات السريعة والفعالة.
التجربة باتت مصدر تفاؤل واسع بين الشباب بشأن مستقبل الرياضة في مالاوي والمنطقة. فقد أشار مفومو إلى إنجاز حديث، حيث حصلت مالاوي على المركز الثاني في مسابقة للتسلق أقيمت في زامبيا، وهو ما يعكس الإمكانات الكبيرة للتطور والمنافسة الدولية.
مع كل صعود جديد، يثبت هؤلاء المتسلقون أن تسلق الصخور ليس مجرد رياضة، بل هو وسيلة لبناء الثقة بالنفس، كسر الحواجز الاجتماعية، وصناعة جيل مصمم على الوصول إلى قمم جديدة بدنيًا وذهنيًا.