تجري القوات السويدية والبولندية عملية “حارس غوتلاند” على الجزيرة السويدية التي تهيمن على وسط بحر البلطيق. ويجمع التدريب بين المظليين وبطاريات الصواريخ الساحلية والدفاعات المضادة للسفن وصواريخ السويد بعيدة المدى من طراز RBS-15 لمحاكاة دفاع سريع ضد توغل شرقي افتراضي. ووصف الضابط أوسكار هانوس جزيرة غوتلاند بأنها “حاملة طائرات ضخمة في البلطيق”، مشيراً إلى دورها كمنصة صاروخية ثابتة قادرة على التحكم في الممرات البحرية والمجالات الجوية.
تقع غوتلاند على بعد نحو 300 كيلومتر من أسطول روسيا في كالينينغراد، ما يجعلها حاجزاً أساسياً ونقطة انطلاق لحلف الناتو لنقل القوات والإمدادات إلى دول البلطيق ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا. وبعد أن جرى تجريدها من السلاح عقب الحرب الباردة، أعادت السويد بناء وجود عسكري دائم فيها منذ عام 2016، حيث أعادت تفعيل فوج غوتلاند، ونشرت بطاريات صواريخ أرض-جو، وحدثت الرادارات والمنشآت المحصنة.
منحت عضوية السويد في الناتو في مارس 2024 الجزيرة ضمانة الدفاع الجماعي: أي هجوم على غوتلاند سيُفعّل المادة الخامسة. ومن ثم، يشكل التدريب إشارة ردع لموسكو وتدريباً عملياً على التعزيز السريع والتنسيق اللوجستي والقيادة المشتركة بين الشركاء في الناتو.
خلال المناورات أطلقت الوحدات السويدية صليات صاروخية وهمية على تهديدات بحرية افتراضية، فيما نفذ المظليون البولنديون إنزالات جوية، وتولت فرق الدفاع الجوي تتبع طائرات وهمية. واختبر السيناريو قنوات الاتصال وأنظمة القيادة والسيطرة ودمج القوات البولندية والسويدية تحت هيكل موحد للحلف.
ويرى محللون أن التدريب يأتي استجابة للتوترات المتصاعدة بعد غزو روسيا لأوكرانيا عام 2022. فمن خلال تحويل غوتلاند إلى مركز محصن مسلح بالصواريخ، تسعى السويد وحلفاؤها إلى حرمان روسيا من أي موطئ قدم سهل، وتأمين طرق الشحن في البلطيق وضمان التعزيز السريع للمنطقة.
بوجه عام، تُظهر عملية “حارس غوتلاند” تحول الجزيرة من موقع سياحي إلى أصل استراتيجي محوري للناتو، إذ يجعل موقعها الجغرافي وأنظمتها الدفاعية المطوّرة منها حجر زاوية في السيطرة على بحر البلطيق وردع أي عدوان روسي محتمل.