ناوالعربية

الحشد البحري الأميركي يثير توترات في فنزويلا

الحشد البحري الأميركي يثير توترات في فنزويلا

كشفت لقطات التقطتها طائرة مسيّرة عن وجود المدمرة الأميركية المزودة بصواريخ موجهة يو إس إس سامبسون DDG-۱۰۲ راسية قرب قناة بنما، بالتزامن مع زيادة ملحوظة في انتشار القوات البحرية الأميركية في جنوب البحر الكاريبي. هذا الحشد يضم سبع سفن حربية وغواصة نووية، بإجمالي قوام يتجاوز ٤٥٠٠ بحار ومارينز. الرئيس الأميركي دونالد ترامب شدد على أن مواجهة عصابات المخدرات تمثل أولوية لإدارته، بينما أكد مسؤولون أن الهدف المعلن للوجود العسكري يتمثل في التصدي للتهديدات التي تشكلها تلك العصابات.

لكن جدوى هذا الانتشار في إضعاف تجارة المخدرات تبقى محل تساؤل. فغالبية التهريب البحري للمخدرات المتجهة نحو الولايات المتحدة يتم عبر المحيط الهادئ وليس الأطلسي حيث تتركز القوات الأميركية حاليًا، كما أن جزءًا كبيرًا من التدفق في منطقة الكاريبي يتم بواسطة رحلات جوية سرية.

التوتر بين واشنطن وكاراكاس تصاعد بشكل حاد نتيجة هذا التواجد العسكري. وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو أعلن أن بلاده مستعدة للدفاع عن سيادتها ضد أي انتهاك أميركي. كثير من المحللين يرون أن الحشد الأميركي يشكل في جوهره وسيلة ضغط على الرئيس نيكولاس مادورو وحكومته أكثر من كونه موجهًا فقط ضد تهريب المخدرات.

المسؤولون الفنزويليون أدانوا نشر القوات الأميركية واعتبروه تهديدًا مباشراً للسيادة الوطنية وانتهاكًا للمعاهدات الدولية المتعلقة بحظر الأسلحة النووية في أميركا اللاتينية. وردًا على ذلك، قامت فنزويلا بتعبئة ميليشياتها، ونشرت سفنًا حربية وطائرات مسيّرة على طول سواحلها، كما تقدمت بشكوى رسمية إلى الأمم المتحدة. وزير الدفاع وصف التصرفات الأميركية بأنها عدوانية، فيما حذرت وسائل الإعلام الرسمية من "تهديدات إمبريالية" تستهدف البلاد.

إلى جانب الضغط العسكري، كثفت الولايات المتحدة الضغط السياسي بزيادة المكافأة المالية المخصصة لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال مادورو إلى ٥۰ مليون دولار، متهمة إياه بقيادة "كارتل نركو-إرهابي". وعلى الرغم من أن غزواً واسع النطاق يُعد احتمالاً ضعيفًا، إلا أن خبراء لا يستبعدون عمليات محدودة مثل ضربات صاروخية دقيقة.

الحشد البحري الأميركي الحالي يُنظر إليه كعرض قوة يرمي إلى زعزعة استقرار حكومة مادورو وإرسال رسائل ردع، من دون الانخراط في نزاع طويل. غير أن هذا التصعيد أدى إلى زيادة حدة التوتر في المنطقة وإثارة مخاوف من مواجهة أوسع قد تمتد آثارها إلى أمن واستقرار البحر الكاريبي بأكمله.