ناوالعربية

إسرائيل تكثف ضرباتها على مدينة غزة

كثفت إسرائيل عملياتها العسكرية حول مدينة غزة، حيث شهدت هذه المرحلة واحدة من أكثر فترات الصراع دموية منذ اندلاعه. فقد استهدفت الغارات الجوية أحياء عدة من بينها الشيخ رضوان والرمال، مما أدى إلى دمار واسع النطاق وسقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين. وأكدت مصادر طبية محلية مقتل ما لا يقل عن ۳۰ شخصًا في الضربات […]

إسرائيل تكثف ضرباتها على مدينة غزة

كثفت إسرائيل عملياتها العسكرية حول مدينة غزة، حيث شهدت هذه المرحلة واحدة من أكثر فترات الصراع دموية منذ اندلاعه. فقد استهدفت الغارات الجوية أحياء عدة من بينها الشيخ رضوان والرمال، مما أدى إلى دمار واسع النطاق وسقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين. وأكدت مصادر طبية محلية مقتل ما لا يقل عن ۳۰ شخصًا في الضربات الأخيرة، بينهم نساء وأطفال قضوا بالقرب من نقطة توزيع مساعدات إنسانية. الجيش الإسرائيلي أوضح أن هدفه "تشديد الخناق" على قوات حركة حماس، واعتبر مدينة غزة "منطقة قتال خطيرة" يجب السيطرة عليها.

ومن أبرز التطورات الميدانية إعلان إسرائيل اغتيال أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، خلال غارة جوية أسفرت أيضًا عن مقتل ۱۵ شخصًا آخرين. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وصف العملية بأنها خطوة محورية في تفكيك القيادة العسكرية لحماس، متعهدًا بمواصلة ملاحقة قادة الحركة بلا هوادة. بالتوازي، عقد المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية جلسة طارئة لمناقشة الخيارات العسكرية المقبلة، بما في ذلك احتمال تنفيذ توغلات حضرية في قلب مدينة غزة.

الوضع الإنساني داخل القطاع يزداد سوءًا بشكل كارثي، إذ تؤكد تقارير الأمم المتحدة أن أكثر من ۹۰٪ من سكان غزة نزحوا عن بيوتهم. النزوح الجماعي تسبب في ازدحام خانق في مناطق الجنوب مثل خان يونس ورفح، حيث يعاني السكان من نقص حاد في المأوى والموارد الأساسية. وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن فرض إخلاء كامل لمدينة غزة أمر غير آمن وغير قابل للتنفيذ، في ظل غياب أي أماكن آمنة لجوء المدنيين.

أما المجاعة فآخذة في التفاقم، إذ تسجل المستشفيات ارتفاعًا في أعداد الوفيات المرتبطة بسوء التغذية. عائلات عديدة تلجأ لغلي الأعشاب والأوراق كبديل للطعام، فيما تعجز المرافق الطبية عن توفير الرعاية اللازمة بسبب نقص الأدوية والمعدات وانقطاع الكهرباء. منسقو الإغاثة الدوليون أعربوا عن صدمتهم إزاء الوضع، وطالبوا بفتح ممرات إنسانية آمنة تسمح بدخول المساعدات دون عوائق.

التنديد الدولي بالهجمات الإسرائيلية تصاعد بشكل ملحوظ، حيث دعت عدة حكومات أوروبية إلى وقف العمليات العسكرية داخل المناطق المكتظة بالسكان. الولايات المتحدة جدّدت مطالبتها بالتركيز على ضربات دقيقة وبذل جهود جادة للتوصل إلى وقف إطلاق النار، في حين شهدت إسرائيل نفسها احتجاجات شعبية تطالب بإيجاد تسوية سياسية قبل المضي في أي تصعيد عسكري جديد.

مدينة غزة اليوم تقف على حافة الانهيار الكامل، بين القصف والنزوح والجوع، لتصبح بؤرة الصراع الرئيسية، حيث تصر إسرائيل على فرض سيطرتها بينما تسعى حماس للاحتفاظ بمواقعها رغم الثمن الإنساني الباهظ.

اقرأ أيضاً